لولاك لولاك ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينــا وثبت الأقدام إن لاقينا
وهذا هو نشيد حفر الخندق، وكان رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يرد على الصحابة أيضاً بقوله: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فارحم الأنصار والمهاجرة.
ولقد كان المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلم – مهاباً، ومحبوباً، تهابه الأسد الضواري وترتعد منه الملوك، قال سيدنا علي بن أبي طالب – في وصفه صلى الله عليه وآله وسلم – : «من رآه بديهة هابه، ومن خالطه مدة يسيرة أحبه، وقلبه يطمئن فلا يفارقه أبداً».
يا نائر الوجه يا من نور جبهته يفوق للشمس والبدر الذي اتسقا
ويقول سيدي حسان بن ثابت:
له همم لا منتهى لكبارهـــا وهمته الصغرى أجل من الدهر
وكان رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول لحسان وهو ينشد الشعر وهو على المنبر: «قل وروح القدس (جبريل) معك».
وحسان – رضى الله عنه – هو الذي يقول:
وأجمل منك لم تر قط عيني وأكمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءاً من كل عيـب كأنك قد خلقت كما تشاء
وقال غيره:
يا مصطفى من قبل نشأة آدم والكون لم تفتح له أغلاق
أيروم مخلوق ثناءك بعدمـا أثنى على أخلاقك الخلاق
قالت أقمار الدياجــــي قل لأرباب الغــــرام
كل من يعشق محمــــد ينبغــي ألا ينــــام
يا سلام على المحبين !
سيدي عبد الرحمن البرعي كان يمدح النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وكانت بينه وبين المدينة مسافة بعيدة، فجاءته الروائح الطيبة من الروضة الشريفة، فلما شمها، التفت يميناً وشمالاً، فلما لم يجد أحداٌ صال:
أنفحة طيب أم صبا طيبة هبــا فأنعش قلبي للحبيب وقد لبـــى
وهيهات ما كل النسيم حجازيـاً ولا كل نور يملأ الشرق والغربـا
تذكرني الأِشواق من لست ناسياً فتجري دموعي في محاجرها صبا
وسيدي عبد الرحيم البرعي من المحبين المخلصين.
ومدح رسول الله فال سعادتي أفوز به يوم السماء تمور