الطريقة الجعفرية بساحة كوم أمبو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطريقة الجعفرية بساحة كوم أمبو

دينى - صوفى جعفرى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 مولانا الإمام الشيخ عبدالغني صالح الجعفري رضي الله عنه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
??????
زائر




مولانا الإمام الشيخ عبدالغني صالح الجعفري رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: مولانا الإمام الشيخ عبدالغني صالح الجعفري رضي الله عنه   مولانا الإمام الشيخ عبدالغني صالح الجعفري رضي الله عنه Icon_minitimeالسبت نوفمبر 12, 2011 2:03 pm


مولانا الإمام الشيخ عبدالغني صالح الجعفري رضي الله عنه
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{64}

مولانا فضيلة الولي العارف بالله سيدي الشيخ عبد الغني صالح الجعفري - رضي الله عنه



نبذة مختصرة عن سيرته ومؤلفاته رضي الله تعالي عنه وأرضاه

سيرته الذاتية
ولد سيدي الشيخ عبد الغنى . حفظه الله تعالى . في مدينة دنقلا . عاصمة المديرية الشمالية بالسودان – و هو الابن الوحيد لسيدنا و مولانا العارف بالله تعالى سيدي الشيخ صالح الجعفري – رضي الله تعالى عنه – و قد تركه والده بدنقلا وهو صغير لم يدخل الخلوة ( الكُتاَّب) ؛ حيث سافر إلى مصر وتركه وأسرته في كفالة جده الحاج محمد صالح الجعفري – رضي الله تعالى عنه . وكان سفر سيدي الشيخ صالح الجعفري – رضي الله تعالى عنه . إلى مصر لطلب العلم بالأزهر الشريف ؛ حيث لم يثنه عن طلبه تركه لوطنه ، ولا مفارقته لابنه الوحيد وأسرته ، وكان يجمع بين طلب العلم والدعوة إلى الله . تعالى . بالخطابة والوعظ والإرشاد خدمة للدين والعلم ،واستمر على ذلك ولم يذهب إلى السودان إلا زائراً عابراً حتى انتقل إلى رحمة الله . تعالى . ورضوانه.
و كانت عناية الله – تعالى . تحيط بابنه الوحيد الذي تركه ليجاهد في نشر شريعة الإسلام ، وهداية الحائرين ، فتربى و نشأ في كنف جده ، وعاش معه في منزله ؛حيث كانت والدته ترعاه وتتولى أموره.
فلما وصل إلى سن التعليم دخل الكـُتـَّاب في دنقلا وتعلم به بجوار المسجد الكبير ، فحفظ القرآن الكريم ودرس شيئا من مبادئ اللغة العربية ، وانتقل إلى المدرسة الأولية والمعهد العلمي بمسجد دنقلا العتيق.
و في أثناء دراسته بالمعهد العلمي كان يُدَرِّس بالكـُتـَّاب مساعدة لشيخه.
و في عام 1943م طلبه والده – رضي الله تعالى عنه . لزيارة مصر ،فذهب مع والدته وأختيه حيث أقاموا في مصر عاماً كاملا ً دخل فى أثنائه القسم العام بالأزهر فى السنة الثالثة.
ثم سافر إلى السودان فى أخر عام 1943،بأمر من والده لرعاية شئون الأسرة وواصل تعليمه هناك بالمعهد العلمي ، ودخل مدرسة أهلية ابتدائية افتتحها عباس ماهر المصري للتدريس بها ، واستمر يُدرس بالكـُتـَّاب إلى أن انتدبه مفتش التعليم : حسن أبو درق للتدريس بها رسميا بعد زيارة لها وسجل مذكرة بذلك.
... فلما توفى شيخ الخلوة الكبير المشهور الشيخ حامد النجار واصل محله الشيخ أحمد الباشكاتب وعمل معه سيدي الشيخ عبد الغنى مدرساً متابعاً ، ثم اتسعت الخلوة وصارت فصلين ، وسماها سيدي الشيخ عبد الغنى – حفظه الله تعالى – "مدرسة أطفال دنقلا" ؛ ثم صارت مدرسة أهلية صغرى و سماها "مدرسة السعادة النموذجية .
واستمر كذلك، وأخذ يترقى من مدرس إلى مدرس أول فمدير للمدرسة حتى وصل إلى رتبة موجه تربوي ، ثم موجه فني للتعليم في المنطقة الوسطى . وتولى حفظه الله تعالى العديد من المناصب القيادية الهامة في السودان الشقيق.منها أمين قسم دنقلا ثم المدير التنفيذي للمديرية الشمالية .
ثم لما جاءه نبأ وفاة والده ـ رضي الله تعالى عنه ـ طلب الإحالة للمعاش ليسافر إلى مصر ويتفرغ لإكمال ما بدأه والده من تربية المريدين في الطريقة الجعفرية التي أسسها بالأزهر الشريف ، ولم تكن من الطرق الرسمية في مصر ، فكان أول عمل قام به هو عمل تصديق رسمي بالطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية من المشيخة العامة للطرق الصوفية بمصر.
ثم أخذ يعمل بجد واجتهاد على نشر الطريقة ، والمحافظة على تراث والده ـ رضي الله تعالى عنه ـ فقام بتأسيس المساجد والساحات على امتداد مصر من الإسكندرية إلى أسوان والتي ربت على الستين مسجداً وساحة وقد تجاوزت بفضل الله تعالى حدود القطر المصري حتى كان منها المركز الإسلامي الجعفري بلبيبا الشقيق ثم المركز الإسلامي الجعفري بماليزيا، كما قام بنشر مؤلفات والده والعناية بتحقيقها ونشرها في أحسن صورة .
و ما زال ـ حفظه الله تعالى ـ يكافح و يجاهد في إعلاء راية الإسلام عن طريق نشر التصوف الحقيقي السالم والمعافى من الخرافات والتظاهر وأعمال الجهل والشعوذة.
ونسأل الله ـ تعالى ـ له الحفظ والعمر المديد ؛ حتى يسعد أبناء الإسلام برؤيته وتوجيهاته وإرشاداته ؛ إنه سميع مجيب .
الكلمة التي ألقاها شيخ الطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية سيدي عبد الغنى صالح الجعفري في الليلة
الختامية لمولد والده مؤسس الطريقة الجعفرية سيدي الشيخ صالح الجعفري رضي الله تعالى عنه وأرضاه
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله تبارك وتعالى على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)
(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)صدق الله العظيم
ورضي الله عن شيخنا سيدي صالح الجعفري وأرضاه، وجعل الجنة متقلبه ومثواه، ونفعنا الله وإياكم بعلومه، وأكرمنا ببركاته ورضاه، ووفقنا للسير على نهجه وهداه آمين..
السادة الأحباب : أصحاب الفضيلة والسماحة والسعادة ضيوفنا الكرام..
الإخوة أبناء الجعفري من السودان.
الإخوة أحباب الجعفري من كل مكان.
الإخوة أبناء الجعفري وفود ساحات الجعفري على امتداد الجمهورية الذين وفدوا للمشاركة في المـولد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
والشكر لكم على استجابتكم الكريمة لدعوتنا، ومشاركتكم العظيمة في إحياء ليالي المولد، وفي هذه الليالي العامرة بكم نرحب بكم ترحيب المحبة والمودة والإجلال والإكبار ونرحب بكم في ساحة الجعفري ومسجد الجعفري، وأنتم تشاركوننا بأنفسكم وبقلوبكم وأرواحكم بالبهجة وبالفرحة، وبالدعاء لشيخنا -عليه رضوان الله تعالى- في هذه الليالي السعيدة من مولده المبارك.
... « الإخوة والأحباب » في آفاق الاحتفال: « بهذا اللقاء الحاشد العظيم لقاء الوفاء والصفاء، لقاء المشاعر الفياضة، لقاء الأرواح، لقاء القلوب بالقلوب، لقاء المحبة والمودة في هذه الأيام العظيمة نحتفل بهذه المناسبة الطيبة، التي هي مجمع الأرواح التقية، والنفوس الزكية، والقلوب النقية، ليالي أعلى الله قدرها ونشر ذكرها، فأولاها من محبة عباده المخلصين الصالحين، ما جعلهم يهاجرون إلى هذه الساحة العامرة، يذكرون الله (رجالاً لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) فجاءوا من كل فج يحدوهم الإيمان والشوق، متحابين متزاورين في الله، وإننا في هذا الجمع المتوج بذكر شيخنا: نغترف من بحر معرفته ما يملأ قلوبنا، ويهذب نفوسنا، ونأخذ من سيرته ما فيه القدوة الصالحة والأسوة الحسنة، وما تشرق به هذه السيرة من هدى ونور، وما تلهم به من إيمان وتقوى وحب وإخلاص.
--------------------------------------------( يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع)
رد مع اقتباس
#2
قديم 26-3-1432هـ, PSep):01:02صباحاً
0الهواري0 0الهواري0 غير متواجد حالياً
مراقب منتدى المكتبة الصوتية

تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 589
افتراضي رد: مولانا الإمام الشيخ عبدالغني صالح الجعفري رضي الله عنه
الموالد في التاريخ الإسلامي :
« الإخوة الأحباب » : لموالد أهل البيت والأولياء والصالحين والعلماء العاملين والاحتفال به مكانة سامية في تاريخنا الإسلامي، فهي أعياد أهل الله المحبين لأولياء الله وأفراحهم، والمتنفس الكريم لعواطفهم وخواطرهم، لأن تنفس هذه العواطف والخواطر في موالد الأولياء والصالحين غيره في أي احتفالات أخرى لا تحمل هذا المعنى الجليل النقي، بما فيها من مظاهر الحب والإيمان واللقاءات الروحية.. وهي في المقام الأول تعبر عن وفاء صادق وحب أكيد، لا تدفعه مصلحة دنيوية، أو أغراض ذاتية؛ إنما هي لقاء في الله ولله، حبًا في أولياء الله ، ثم هي فوق ذلك صيحة عالية تذكر الناس بربهم، وتذكرهم بنبيهم، وتذكرهم بأحباب الله وأوليائه، الذين أحالوا الكون محاريب للذكر، ومنابر للدعوة وفى تكرارها تكرار للذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين.
وهى تعبر تعبيرًا صادقًا عن مكانة التصوف، وأثره في القلوب المؤمنة، والنفوس المطمئنة، وفي هذا إشارة إلى الاستجابة له، واللجوء إلى حصنه الحصين، وصرحه الشامخ، والذي تلوذ به الجماهير، وتعتصم به ضد كل ما يتربص بها من تيارات وانحرافات مادية وإلحادية وعقائدية.
الموالد في ميزان الشاذلي :
ولقد كان الإمام أبو الحسن الشاذلي- رضي الله عنه-: يقول لخصومه «بيننا وبينكم الموالد» وصدق أبو الحسن- رضوان الله عليه- ففي هذا الجمع المبارك تتجلى مكانة التصوف، وتتجلى مكانة أعلامه وأقطابه من الأولياء والصالحين والعلماء العاملين في هذه الجموع الحاشدة الذين جاءوا من كل فج ولسان حالهم يقول: جئنا لنحيى ذكرى رجل أحب الله فأحبه الله، فوضع له القبول فى الأرض فاجتمعت القلوب على حبه، وتلاقت على إجلاله وإكباره وتعاهدت على تكريمه.
مكانة التصوف في قلوب المسلمين:
لقد كان الإمام الصوفي سهل بن عبد الله التسترى يقول: من أراد أن يعرف مكانة التصوف فلينظر إلى مقام رجاله في القلوب، لقد كتب الله حبهم على أفئدة الذاكرين من عباده، وأسكنه قلوب المتقين من خلقه، وفي الحديث عن رب العزة «إن أوليائي هم الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم» وإن هذا اللقاء وأمثاله من لقاءات على ساحات أهل البيت والأولياء والصالحين والعلماء العاملين فيه نظرة كشف للحقيقة الصوفية، ممثلة في أعلامه وأقطابه، فهم مصابيح هدى، ومشاعل نور على طريق الإيمان والدعوة إلى الله، تتجمع حولها القلوب المؤمنة بعواطف المحبة الصادقة، تشاهد فيها أثر الله على أوليائه، وفيض الله على أحبابه، وما يتمتع به الأولياء من كرامات وبركات وهبات ونفحات هي من فيض الرحمة الإلهية هدية زكية لمن أطاع الله ورسوله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين.
منهج الإمام الجعفري فى الاحتفال بالموالد:
ولقد كان دور أبناء الإمام الجعفري في إبراز مولد شيخهم بالصورة المشرقة المشرفة للتصوف ورجاله، فهو فى مذهبهم موسم للخير والبر والتآلف والتآزر والتعاون على البر والتقوى، ومنبر للعلم والمعرفة، وساحة للوعظ ة والإرشاد وحلقة للذكر.
فقد وضع شيخنا –عليه رضوان الله – أسلوباً نهجه ونهجناه من بعده فى احتفالاته بداءاً بمولد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم- وآل البيت والأولياء والمواسم الإسلامية والذكريات النبوية بإطعام الطعام وبذل الصدقات، وكانت حلقات ذكره تشمل دروسا في سيرتهم ومواعظ من حياتهم ، ولقد نظم شيخنا –عليه رضوان الله – ديواناً جمع فيه قلائد من السيرة النبوية وقصائد التوحيد وتمجيد الذات العلية بأسماء الله الحسنى ، ومدح آل البيت سطر فيه درراً من الشعر الصوفي الرائع ، كما ألف مولداً في سيرة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- وهو فصول منتقاه من شمائل رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- وفيه رد على الخارجين عن المألوف بين المسلمين ، الذين أظلمت نفوسهم وزلت عقولهم ... وتراث الجعفري المنظوم والمنثور : كنز علمي ومدرسة صوفية فيه إرشادات عبرت عن لقاءات روحية ووجدانية راقية.
أقطاب التصوف والدعوة الإسلامية:
هناك ملحمة تاريخية عظيمة الأثر لأقطاب التصوف الإسلامي ودعاته ومشايخه في آفاق الدعوة الإسلامية، فقد طافوا بنور الإيمان وهدى الإسلام، مجاهل أفريقيا يبشرون بالإسلام دينا وبالصوفية تربية روحية !
وللطرق الصوفية دورها البارز في السودان منذ دخول الإسلام، وكانت رسالة الطرق الصوفية هي نشر الدعوة الإسلامية... فلقد بشرت به وقامت دعوته على أيدي مشايخ أعلام في التصوف الإسلامي، فالمجتمع الإسلامي في السودان مجتمع صوفي المشرب يدين للتصوف الإسلامي وأقطابه بالولاء والعرفان.
الإمام الجعفري في السودان :
وكان شيخنا عليه رضوان الله داعية موفقًا، فقد كانت أيامه في السودان حلقات درس وذكر، يطوف بها المدن والقرى والبيوت، وكان الناس يسيرون معه حيث سار، فقد أخذت حلقات درسه بمجامع القلوب، حيث حل وحيث سار، ولا تزال ذكرى تلك الحلقات عالقة في قلوب المحبين والمريدين إلى يومنا هذا.
صلة الإمام الجعفري بأقطاب التصوف:
ولقد نهج شيخنا -عليه رضوان الله- نهج السلف الصالح من أقطاب التصوف الإسلامي: تتلمذ عليهم، وشد الرحال إليهم، وزارهم في بلادهم، وخلواتهم، وزواياهم، في بلاد المغرب وفلسطين والأردن والعراق ومصر والسودان، فما من ولى إلا وزار مقامه واستلهم إلهامه، وما من شيخ إلا وتلقى عنه، وأخذ الإجازة منه، وعني بتراثهم ونقب عن مخطوطاتهم وكراساتهم ومسوداتهم وأقوالهم، ونقحها، وشرحها، وعلّق عليها، وطبعها على نفقته الخاصة، ونشرها حسبة لوجه الله – تعالى- ...
ولقد حظيت مؤلفات العالِم العلاّمة، مربى المريدين وشيخ الواصلين، ذي العلم النفيس، سيدنا ومولانا الشريف الإمام السيد أحمد بن إدريس الحسنى المغربي العرائشي- رضي الله عنه- باهتمامه وعنايته، فقد عكف عليها وأخرجها في مطبوعات متعددة، لما فيها من العلم النفيس، والأثر الصوفي الثمين، ولما فيها من نفحات وكرامات، فقد أعطاها شيخنا- عليه رضوان الله- بعثًا جديدًا أظهر على يديه علمها المكنون فكانت مددًا لحياة السيد بن إدريس، موصولاً بمدد الجعفري، الذي جدد التراث الأحمدي، وأبانه وصانه.
الطريقة الجعفرية :
من المعروف أن تلاميذ سيدي أحمد بن إدريس الذين تلقوا عنه الطريقة الشاذلية من مثل السيد محمد سر الختم الميرغني، والسيد محمد على السنوسي، والسيد المجذوب، والذين تلقوا عنه الطريقة المحمدية الإدريسية مثل السيد إبراهيم الرشيدي، كل هؤلاء تلقوا عنه الأوراد ثم تلقوها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأبناء السيد أحمد بن إدريس كلهم مشايخ لهم طرق بأسمائهم، وتفرعت عنهم طرق مثل الدندراوية والإسماعيلية والصالحية عن الطريقة الرشيدية، وإمامنا المجدد الإمام الجعفري مؤسس الطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية، التي تمثلت فيها أصول الدين وأحكامه علمًا، فكان منهجه القرآن والسنة، وتجلت فيها روحانية التصوف تربية، فكانت مظهرًا للحقيقة الصوفية السامية، تطبيقًا للقول الشريف (أدبني ربى فأحسن تأديبي). ... ولقد ربى شيخنا تلاميذه ومريديه على نهج الهداية الواضح، الخالي من كل مبتدع دخيل على التصوف، فقد كانت حلقة ذكره في الجامع الأزهر الشريف يحضرها العلماء من جميع البلاد العربية يزورونها، واليوم أبناء الإمام الجعفري على امتداد الجمهورية ومحافظاتها ومدنها وقراها وفى السودان بل في العالم الإسلامي كله في ساحاتهم وحلقات ذكرهم يسيرون على نهجه وهداه، مثلهم مثل شيخهم في حياته.
أبناء الإمام سيدي صالح الجعفري في وادي النيل:
وأبناء الإمام سيدي صالح الجعفري في مصر والسودان وطريقته الجعفرية الأحمدية المحمدية لبنة رصينة في صرح التكامل الشامخ بين مصر والسودان، بل هم معلم بارز من معالم التوافق والتجانس بين الشعبين الشقيقين، فقد تمثلت في العقيدة الإسلامية والحقيقة الصوفية الوحدة المتكاملة شريعة، وحقيقة، فرابطة الإسلام دينًا والصوفية مذهبًا وطريقًا هما صمام الأمان لوحدة أزلية أقرها العقل وحفظها القلب والوجدان، فأي رابطة أقوى من رابطة العقيدة الإسلامية؟ وأي رابطة أصفى من رابطة الحقيقة الصوفية؟ فتلك لعمري حقيقة صنعتها يد القدرة وهداية وتوفيقًا من الله عز وجل ، لها أصولها وأبعادها في مستقبل وحدة وادي النيل الذي تربينا على ضفافه وروينا من مائه، وعشنا على غذائه، هبة الله لشعب وادي النيل.
ما كان إمامنا وشيخنا إلا فرعًا من تلك الدوحة المحمدية الطاهرة السامقة نفخ فيها الإيمان من روحه فخلصت خلوص الزهد والورع والتقوى والصلاح وسطعت سطوع الهدى، وصفت صفاء الفطرة، ثم تبلورت فيها محمدية الإسلام الموروثة، وصوفية الصفاء الموهوبة فصار- رضي الله عنه- لسانًا لهداية الخلق، ففي دنيانا فجّر لنا من ينابيع الحكمة وكنوز العلم والمعرفة وأسرار القرآن فجاء بالجديد والغريب من التفسير الذي لم يسبقه إليه سابق، ذلك لأنه -رضي الله عنه - لم يكن يملك عقلاً مكتسبًا، إنما يملك عقلاً موهوبًا ملهمًا من الله مقتديًا برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فكان مصداقًا لقول رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- «يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها».
دروس الإمـام :
كانت حلقات درسه العامر جامعة إسلامية تتلمذ على يديه فيها الآلاف من مختلف الأجناس والأقطار، حيث
كان يعطى من كنوز عقله، ومواهب فكره، وفيوضات قلبه، وروحانية روحه، فينال كل وارد على قدر استعداده.. فكان شيخنا- رضي الله عنه- يخاطب الضمائر والخواطر، ويجيب على تساؤلات العقل، وهواجس النفس، مما جعل حلقات درسه جامعة إسلامية، علمية المذهب، صوفية المشرب، تربط بين الشريعة والحقيقة، والظاهر والباطن، والنفس والروح، والعقل والوجدان، بوشائج لا تنفصم على مرّ الزمان.
الإمام مع أبنائه :
لقد ارتكزت علاقة الإمام الجعفري مع أبنائه على دعائم الحب الخالص الراسخ، الذي يرتفع بصاحبه إلى أن يتحقق بتلك الدرجة السامية: (المرء مع من أحب)، فكانت علاقته- رضي الله تعالى عنه- بأبنائه علاقة الأبوة، فكانوا معه وكان معهم في جميع أحوالهم وأعمالهم، يسرون إليه بهمومهم وآلامهم فيجدون فيه الأب المشفق والطبيب الناجح، ويهرعون إليه عند نزول البلاء والخطوب، فيلوذون بركنهم الركين، ويحتمون بحصنهم الحصين، ويستـفتونه في أمور دينهم ودنياهم فيلقون المستشار المؤتمن والناصح الأمين.
خلود المناقب والآثار :
الإخوة الأحباب: إذا كان شيخنا- عليه رضوان الله- قد انتقل إلى الدار الآخرة فقد خلّف تراثًا باقيًا يخلد اسمه وذكره مدى الدهر: فقد ترك شيخنا- عليه رضوان الله- تراثًا علميًا صوفيًا، صافي المورد، عذب المنهل، متمثلاً في مؤلفاته العديدة التي طرقت معظم أبواب العلم.. فمكتبة التراث الجعفري فيها كتب قيّمة ذات إلهامات ونفحات وبركات وفيوضات وتجليات.. من قرأها بحب ويقين استبان حقيقتها، ورأى بين سطورها نور الحكمة والموعظة الحسنة، وما زالت الأيام تكشف لنا عن مؤلفات لم نكن نعرفها من هذا التراث الخالد، وهى تصدر تباعًا رفعًا لذكره، وتخليدًا لاسمه ومدرسة لأبنائه من بعده.
----------------------------------- ( يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــع)
رد مع اقتباس
#3
قديم 26-3-1432هـ, PSep):01:03صباحاً
0الهواري0 0الهواري0 غير متواجد حالياً
مراقب منتدى المكتبة الصوتية

تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 589
افتراضي رد: مولانا الإمام الشيخ عبدالغني صالح الجعفري رضي الله عنه
الشجـرة الطيبة :
وأغلى ما خلّفه شيخنا- رضي الله تعالى عنه- تلك الشجرة الطيبة التي غرسها بيده، وسقاها من مدده،
وتعهدها بتربيته، وشملها بنفحاته وبركاته وحبه ورضاه: أبناؤه البررة، خلفاؤه الأوفياء، تلاميذه الأتقياء، أهل الحب والصفاء الذين ورثوه علمًا وعملاً، وورثوه تقوى وصلاحًا، وورثوه زهدًا وعزة، وورثوه صفاءً ونقاءً، وورثوه طريقة وذكرًا، وورثوه صلة واتصالا، وورثوه رحمة ومودة، وورثوه نورًا ملأ الأفق ضوؤه وسناه، وورثوه خلفاً عظيمًا لسلف عظيم، فكانوا خير خلف لخير سلف..
وقفة.. كانت في ليلة من ليالي ذكرى المولد الجعفري:
سيدي الإمام وقفة الإعظام والإكبار أمام اسمك العظيم: نعزه ونجله ما عشنا أيام الدنيا إلى أن نلقاك.. وعزاؤنا إن فقدناك أنك حي بذكراك، وإن غبت عنا بجسمك فقد بقيت بيننا سجاياك وروحك الطاهرة تطل علينا من رحابك الطاهر بنورانية إشراقاتك، وتجليات نفحاتك، ترفرف فوقنا، وتبارك جمعنا.
ولقد أعلى الله قدرك، ونشر ذكرك وأبقى أثرك: ففي قلب قاهرة المعز، وعلى جبل الدراسة الأشم، وفي حديقة الخالدين: مسجد تعلو منارته، ومقام تسمو قبته تعانق سماء القاهرة.. لأي ولىّ هذا ؟! ولأي عالم هذا ؟! ولأي شريف هذا؟! إنه مسجد الجعفري، ومقام الجعفري، ومركز الجعفري الإسلامي، ودار الجعفري الخيري، وعيادة الجعفري العمومية، ودار الجعفري للمناسبات.. وغير ذلك من دور الخير والبر..
بل انتشر الخير وعم النفع فأصبح هنالك ما يزيد عن الستين مسجدًا وساحة تحمل اسم الجعفري على امتداد الجمهورية من الإسكندرية إلى أسوان وقد تجاوزت القطر المصري إلى لبيبا الشقيق وإلى ماليزيا.
فإذا كانت الآثار تحكى عظمة أصحابها فما أدل هذه الآثار العظيمة الخالدة على عظمة الجعفري، خلود ذكره (وما عند الله خير وأبقى)
ألا رحم الله إمامنا وشيخنا رحمة واسعة، ورضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة متقلبه ومثواه، ونفعنا الله وإياكم بعلومه وأكرمنا بمحبته ورضاه.
أساس طريقنا ... الحب في الله منهج القرب :
اجتماعنا في الطريق الجعفري يذكرنا بالحديث القدسي الذي رواه عبادة بن الصامت- رضي الله عنه. عن النبي . صلى الله عليه وآله وسلم- عن رب العزة- سبحانه- (حقت محبتي للمتحابين فيّ وحقت محبتي للمتباذلين في000)
من أجل هذا بني الإمام الجعفري. رضي الله تعالى عنه- طريقه على الحب في الله، وضرب لأبنائه المثل والقدوة فى التواصل والتزاور والتباذل...
كما يذكرنا هذا. أيضًا. بما روى عن عمر بن الخطاب. رضي الله عنه. من أن رسول الله. صلى الله عليه وآله وسلم. خرج عليهم وهم جلوس، وقال لهم: «إن من عباد الله لأناسًا، ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله... قالوا: يا رسول الله: فخبرنا من هم؟ قال: «هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها... فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس» وقرأ هذه الآية (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
وهكذا يعيش المتحابون في جلال من نور الله.. يجلو لهم ظلمات الحياة، فتسطع عليهم أنوار الحب، ويجلسون على بساط القُرب، وُترفع عنهم الحجب والأستار، وتلوح لهم الأنوار والأسرار، فيرن بقلوب الحب ما لا يراه المبصرون.
الحب في الله أساس المجتمع الصالح:
يقول شيخنا. رضي الله تعالى عنه.:
الحب في الله شىءٌ لا نظير لـه صبرًا على الناس لا حولُ لإنسان
فالحب أسمى وأكرم نعمة أنعم الله بها على عباده المؤمنين، وهو الرباط الأعظم الذي يجمع بين أفراد المجتمع المسلم، القائم على المودة والتآلف بوشائج التزاور والتباذل.
والمحبة: هي الحصن الحصين الذي يأوي إليه أفراد المجتمع الطيب حين تلوح فى آفاقهم سحب الخلاف، فيعود إليهم الصفاء والنقاء والطهر، والمحبون يعذر بعضهم بعضاً تحليًا بالأثر الوارد: (أعقل الناس أعذرهم للناس).
والمحبون: يعفو بعضهم عن بعض يتلقون أمر الله عز وجل: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين(133) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)((سورة آل عمران :133)).
والمحبون: يبتسم بعضهم في وجوه بعض عندما يسمعون قول الرسول- صلى الله عليه و آله وسلم-: (وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق)... [رواه أحمد].
والمحبون: يطهرون قلوبهم من سوء الظن والحسد والضغينة حين يسمعون قول الرسول الكريم- صلى الله عليه وآله وسلم-: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا كما أمركم) رواه مسلم
سمو الحب في الله عن الدنايا:
الحب الذي يربط بين المتحابين في الله إنما هو مظهر لتلاقى الأرواح في عالم الأزل... مصداقًا لقول الرسول العظيم- صلى الله عليه وآله وسلم-: (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) [رواه البخاري].
وهذا الائتلاف إنما هو أثر من آثار قدرة الله. عز وجل. التي جمعت بين هذه القلوب كما أخبر الله- عز
وجل. عن ذلك: (وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم)(( سورة الأنفال:63)) من أجل هذا يجب أن يعيش المتحابون في إطار هذا المحيط الطاهر، فيجتمعون على ما يرضى الله من القول الطيب، والعمل الصالح، ويتعاونون على البر والتقوى، ويتواصون بالحق الذي هو دستور المجتمع الصالح، ويتواصون بالصبر الذي فيه علاج ما يصيب هذا المجتمع من أمراض...
والحب في الله يذيب الفوارق الدنيوية التي بين المتحابين: فلا كبر، ولا فخر، ولا ترفُع.. عملاً بقوله. صلى الله عليه وآله وسلم.: (إن الله أوحى إلىَ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغى أحد على أحد) [رواه مسلم].
وهذا يتكامل مع وجوب حفظ الحقوق الشرعية بتكريم من أمر الشرع بتكريمه، والأدب مع من قضت السنة بتفضيله امتثالاً لقوله. صلى الله عليه وآله وسلم.: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه).
كما يجب أن ينزه مجتمع المتحابين في الله عن طلب المنافع الدنيوية من جاه، ومنصب، ومال.. وأن يترفع أبناؤه عن الحظوظ النفسية من حب الظهور والشهرة والأنانية حتى يدوم هذا الحب ويخلد في سجل المحبين، إذ ( ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل)
---------------------------------------( يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع)
رد مع اقتباس
#4
قديم 26-3-1432هـ, PSep):01:04صباحاً
0الهواري0 0الهواري0 غير متواجد حالياً
مراقب منتدى المكتبة الصوتية

تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 589
افتراضي رد: مولانا الإمام الشيخ عبدالغني صالح الجعفري رضي الله عنه
محاذير مجتمع المحبين:
ولما بيّن شيخنا لأحبابه سبيل المحبة، وعرّفهم بأهل الحب: سجل لهم العوامل التي تفسد صفاء الحب، وتعكر مورده، وتفرق بين المتحابين، وتقوض أركان المحبة من أساسها: فيقول الإمام الجعفري . رضي الله عنه:
واصبر كثيرًا على الإخوان محتسـبا أحسن إليهم ودارى كل فتــان
القيـل والقال وصـف لا يليـق بنـا وصاحب القيل محروق بنيران
فحين يوصى شيخنا. رضي الله عنه. مريده بالصبر الجميل: «واصبر كثيرًا». إنما ينبهه على أن معاشرة الخلق تحتاج إلى هذا الخلق مواجهة لما يصدر عنهم من إساءة وإيذاء.. فالصبر عزيمة المؤمن التي لا تضعف أمام قوى النفس الظلمانية من الانفعال والغضب والانتقام متذرعًا بقول الله. عز وجل :«فمن عفا وأصلح فأجره على الله»((سورة الشورى: 40))... والمحب كالجبل الراسخ لا تحركه نزغات الشيطان المتمثلة في فلتات اللسان، أو أفعال الإساءة: رهبة من تحذير الله. تعالى: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء...)((سورة المائدة: 91)) وقوله تعالى: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا)((سورة فاطر:6)) وقوله .صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الغضب من الشيطان» [رواه أبو داود]، بل على المحب أن يتحصن بالله ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وعليه أن يتذكر أن الصبر على أذى الخلق من شيم الأنبياء والأولياء، وهذا ما يشير إليه قول شيخنا الجعفري. رضي الله عنه:
قد أوذي المصطفى في نشر دعوته وابنه السبط يروى الأرض بالقانى
وعلى المحب أن يحتسب ذلك كله ثوابًا وأجورًا عند الله وحده، كما أشار إلى ذلك الشيخ في قوله: «محتسبا»...
بل إن أخلاق المحبين في الله لتسمو فوق هذا، فترتقي إلى درجات الإحسان إلى المسيء وهذا مقام النبيين ومن على أقدامهم كما قال. سبحانه . (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه ولىٌ حميم) ((سورة فصلت: 34)).. كما أوصى الرسول. صلى الله عليه وآله وسلم. سيدنا عليًا . كرم الله وجهه. بقوله: ألا أدلك على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة: «أن تصل من قطعك، وتعطى من حرمك، وأن تعفو عمن ظلمك» [رواه الطبراني]، وإلى هذا أرشد الشيخ في قوله: أحسن إليهم
كما يحذر شيخنا الجعفري . رضي الله عنه. من رذيلة إيقاد نار الفتنة بين الإخوان عن طريق النميمة التي تفرق بين الأحبة وتقطع أواصر المودة.. وهذا ما لا يرضاه لنفسه أي مسلم فضلاً عمن ينسب نفسه إلى أولياء الله من أهل الطريق، لأن الفتّان قد حرم نفسه من الجنة قد قال. صلى الله عليه وآله وسلم (لا يدخل الجنة نمام) متفق عليه
وفي قول الشيخ الإمام رضي الله عنه . :«وصاحب القيل محروق بنيران»إشارة إلى قول النبي . صلى الله عليه وآله وسلم . (إن النميمة والحقد في النار،لا يجتمعان في قلب مسلم)رواه الطبراني

مؤلفات سيدي الشيخ عبد الغني – رضي الله عنه
من وحى المنبر:
يشتمل هذا الكتاب على درر غالية من العلوم النفيسة والمواعظ البليغة التي أجراها الحق –تبارك وتعالى- على لسان قمر هذا الزمان ؛ سليل أهل بيت النبوة ؛ الإمام الزاهد ، والعالم المتواضع العارف بالله – تعالى- سيدي الشيخ عبد الغنى صالح الجعفري – حفظه الله – وهذا الكتاب ثمرة من ثمار جهاده وكفاحه فى نشر الدعوة بالسودان الشقيق ، فقد كان إلى جانب عمله في التدريس بوزارة التربية والتعليم وغيره من الأعمال الخيرية الأخرى كان يقوم بالخطابة والوعظ والإرشاد ويسجل بعض ما يلقيه من خطب ، يحتوى هذا الكتاب على بعض خطبه التي كانت جميلة العبارة ، جزلة الأسلوب، تأسر الألباب بفصاحتها، وتعد مدرسة لتعليم الخطابة وكيفية مخاطبة الجماهير والتأثير فيهم حتى يتجهوا لطاعة الله – تعالى- والعمل بأوامره واجتناب نواهيه ، ولما وجد من المحبين رغبة في الانتفاع بهذه الخطب لم يتردد في نشرها ليعم النفع
المختار من مدائح المختار:
وهو عبارة عن مختارات من الدرر الغالية مما نظمه الأقدمون و المحدثون للتعبير عن محبتهم لنبينا ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ومدحه والثناء عليه.
فهي قصائد مباركة وهى كنز ثمين لمن عرف قدرها وما حوته من النفائس والذخائر.
وقد رتب هذه القصائد بحسب حرف الروي والقافية ولم يخلها من عيون القصائد التي فيها مناجاة الذات العلية ، أو المشتملة على وعظ وإرشاد ، أو المبينة لآداب السالكين.
وقد أراد حفظه الله ـ تعالى ـ أن يتحف بها المؤمنين ويطلعهم على ما منحه الله تعالى لبعض عباده الصالحين من أسرار وحكم و في ذلك هداية للقلوب وترقية للأرواح ، و تنوير للبصائر ، وتنمية للعقول ، وزيادة في العلم و المعرفة . و يقع الكتاب في جزئين ويشتمل على حوالي مائة و ثلاثين قصيدة.
الكنز الثرى في مناقب الجعفري:
وهو كتاب هدفه الأول كشف جوانب القدوة في حياة العارف بالله تعالى سيدي الشيخ صالح الجعفري ـ رضي الله تعالى عنه ـ فهو يخاطب كافة المسلمين ويناسب مدارك جميع القراء ، ويبتعد عما يثير الجدل و الإنكار ويشتمل على ثلاثة أبواب:
الأول بعنوان: الحقائق التاريخية في حياه الإمام الجعفري
وهو موجه لمن شرفوا بالانتساب إلى دوحة سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ.
الثاني بعنوان: منهج الإمام الجعفري العلمي
وهو موجه لأهل العلم قاطبة.
الثالث بعنوان: منهج الإمام الجعفري الصوفي
وهو سراج وهاج يضئ مسالك أهل التصوف على اختلاف المشارب و الأذواق.
ختمة القرآن الكريم:
القرآن الكريم يعتلى في قلوب المؤمنين أعلى المنازل وأسماها، خاصة من منحهم الله – تعالى – التوفيق فحفظوه ، وألفوا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، فكانوا أهل الله و خاصته. وقد كان والد شيخنا الإمام الجعفري وهو الشيخ صالح الجعفري فاتحاً لخلوة مباركة (أي كُتَّاب) لتحفيظ القرآن الكريم بالسودان حفظ القرآن الكريم على يديه فيها خلق كثير.
وهذا الكتاب – كما يظهر من اسمه – يتعلق بمجلس ختم تلاوة القرآن الكريم ، ولا شك أنه مجلس تتنزل عليه الرحمة وتهبط عليه السكينة ، وتكون بإذن الله تعالى فيه ساعة لإجابة الدعاء وتحقيق الرجاء.
من هنا أراد سيدي الإمام الشيخ عبد الغنى الجعفري – حفظه الله تعالى- أن يجمع هذا الكتاب الذي يحتوى على بعض قصار السور ويتلوها المناجاة والدعاء والتوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى والصلاة على النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ثم الدعاء العام لمؤمنين جميعاً.
حصن الأمان:
كانت فكرة إخراج هذا الكتاب الصغير في حجمه والكبير في خطره ونفعه انتشار بعض وسائل الدجل التي سيطرت على كثير من الناس، فرأى سيدي الشيخ عبد الغنى الجعفري – حفظه الله – أن يجمع باقة من الحصون القرآنية والدعوات النبوية لتكون حصناً آمناً للإنسان من شر الشيطان والإنس والجان، وقد صرح الكثيرون بمنافع هذا الكتاب و تأثيره وكان سبباً من أسباب العلاج للكثيرين من الذين التزموا قراءته
و اعتقدوا منفعته
مفتاح الدخول للطريقة الجعفرية:
هذا الكتاب هو بمثابة النجم الهادي للسالك للطريقة الجعفرية ، يهتدي بهديه ويكون له نعم المرشد والمعين في طريقه إلى الله – تعالى – ويحتوى على مجموعة من الإرشادات التي لا غنى لسالك عنها ، فهي ترشده إلى أصول الطريق وتكون مفتاحاً لأنوار الطريق وأسراره.
منهاج الطريقة الجعفرية:
وهو كتاب يبرز فيه المؤلف المنهج الذى قامت على أساسه الطريقة ويتحدث فيه عن معالم الطريق الجعفري من خلال تراث الشيخ.
كما يتحدث عن أهمية الاستقامة فى الطريقة مع بسط الآداب التي ينبغي على المربى مراعاتها حتى يظفر بما يريد.
وقد لخص المؤلف حفظه الله تعالى هذه الآداب فى خمسة مباحث:
1-أدب المريد مع ربه سبحانه وتعالى.
2-أدب المريد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
3-أدب المريد مع شيخه.
4-أدب المريد مع إخوانه.
5-أدب المريد مع نفسه.
الطريقة الجعفرية شيخاً ومنهاجاً:
وقد ألف هذا الكتاب بمناسبة مولد شيخه ووالده سيدي صالح الجعفري وقد جعله على قسمين:
القسم الأول: حديث عن شيخ الطريقة وترجمة له حيث إنه شئ أساسي ومهم في الطريقة فهو الذي يحصل به الأسوة والاقتداء وبغير معرفته معرفة تامة لا تحصل القدوة ولا تتحقق الأسوة.
القسم الثاني: حديث عن المنهج من خلال دروس الشيخ ومن خلال ديوانه العامر ومؤلفاته القيمة .. ثم سلوك الشيخ وأحواله مع مريديه ومع سائر الناس.
ثم كانت بعض القصائد التي توضح وتشرح أسس الطريق الجعفري .
كقصيدة رقائق الحقائق وقصيدة المناجاة وغيرهما

-----------------( رضي الله عنه )---------------




نبذة مختصرة عن سيرته ومؤلفاته رضي الله تعالي عنه وأرضاه

سيرته الذاتية
ولد سيدي الشيخ عبد الغنى . حفظه الله تعالى . في مدينة دنقلا . عاصمة المديرية الشمالية بالسودان – و هو الابن الوحيد لسيدنا و مولانا العارف بالله تعالى سيدي الشيخ صالح الجعفري – رضي الله تعالى عنه – و قد تركه والده بدنقلا وهو صغير لم يدخل الخلوة ( الكُتاَّب) ؛ حيث سافر إلى مصر وتركه وأسرته في كفالة جده الحاج محمد صالح الجعفري – رضي الله تعالى عنه . وكان سفر سيدي الشيخ صالح الجعفري – رضي الله تعالى عنه . إلى مصر لطلب العلم بالأزهر الشريف ؛ حيث لم يثنه عن طلبه تركه لوطنه ، ولا مفارقته لابنه الوحيد وأسرته ، وكان يجمع بين طلب العلم والدعوة إلى الله . تعالى . بالخطابة والوعظ والإرشاد خدمة للدين والعلم ،واستمر على ذلك ولم يذهب إلى السودان إلا زائراً عابراً حتى انتقل إلى رحمة الله . تعالى . ورضوانه.
و كانت عناية الله – تعالى . تحيط بابنه الوحيد الذي تركه ليجاهد في نشر شريعة الإسلام ، وهداية الحائرين ، فتربى و نشأ في كنف جده ، وعاش معه في منزله ؛حيث كانت والدته ترعاه وتتولى أموره.
فلما وصل إلى سن التعليم دخل الكـُتـَّاب في دنقلا وتعلم به بجوار المسجد الكبير ، فحفظ القرآن الكريم ودرس شيئا من مبادئ اللغة العربية ، وانتقل إلى المدرسة الأولية والمعهد العلمي بمسجد دنقلا العتيق.
و في أثناء دراسته بالمعهد العلمي كان يُدَرِّس بالكـُتـَّاب مساعدة لشيخه.
و في عام 1943م طلبه والده – رضي الله تعالى عنه . لزيارة مصر ،فذهب مع والدته وأختيه حيث أقاموا في مصر عاماً كاملا ً دخل فى أثنائه القسم العام بالأزهر فى السنة الثالثة.
ثم سافر إلى السودان فى أخر عام 1943،بأمر من والده لرعاية شئون الأسرة وواصل تعليمه هناك بالمعهد العلمي ، ودخل مدرسة أهلية ابتدائية افتتحها عباس ماهر المصري للتدريس بها ، واستمر يُدرس بالكـُتـَّاب إلى أن انتدبه مفتش التعليم : حسن أبو درق للتدريس بها رسميا بعد زيارة لها وسجل مذكرة بذلك.
... فلما توفى شيخ الخلوة الكبير المشهور الشيخ حامد النجار واصل محله الشيخ أحمد الباشكاتب وعمل معه سيدي الشيخ عبد الغنى مدرساً متابعاً ، ثم اتسعت الخلوة وصارت فصلين ، وسماها سيدي الشيخ عبد الغنى – حفظه الله تعالى – "مدرسة أطفال دنقلا" ؛ ثم صارت مدرسة أهلية صغرى و سماها "مدرسة السعادة النموذجية .
واستمر كذلك، وأخذ يترقى من مدرس إلى مدرس أول فمدير للمدرسة حتى وصل إلى رتبة موجه تربوي ، ثم موجه فني للتعليم في المنطقة الوسطى . وتولى حفظه الله تعالى العديد من المناصب القيادية الهامة في السودان الشقيق.منها أمين قسم دنقلا ثم المدير التنفيذي للمديرية الشمالية .
ثم لما جاءه نبأ وفاة والده ـ رضي الله تعالى عنه ـ طلب الإحالة للمعاش ليسافر إلى مصر ويتفرغ لإكمال ما بدأه والده من تربية المريدين في الطريقة الجعفرية التي أسسها بالأزهر الشريف ، ولم تكن من الطرق الرسمية في مصر ، فكان أول عمل قام به هو عمل تصديق رسمي بالطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية من المشيخة العامة للطرق الصوفية بمصر.
ثم أخذ يعمل بجد واجتهاد على نشر الطريقة ، والمحافظة على تراث والده ـ رضي الله تعالى عنه ـ فقام بتأسيس المساجد والساحات على امتداد مصر من الإسكندرية إلى أسوان والتي ربت على الستين مسجداً وساحة وقد تجاوزت بفضل الله تعالى حدود القطر المصري حتى كان منها المركز الإسلامي الجعفري بلبيبا الشقيق ثم المركز الإسلامي الجعفري بماليزيا، كما قام بنشر مؤلفات والده والعناية بتحقيقها ونشرها في أحسن صورة .
و ما زال ـ حفظه الله تعالى ـ يكافح و يجاهد في إعلاء راية الإسلام عن طريق نشر التصوف الحقيقي السالم والمعافى من الخرافات والتظاهر وأعمال الجهل والشعوذة.
ونسأل الله ـ تعالى ـ له الحفظ والعمر المديد ؛ حتى يسعد أبناء الإسلام برؤيته وتوجيهاته وإرشاداته ؛ إنه سميع مجيب .
الكلمة التي ألقاها شيخ الطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية سيدي عبد الغنى صالح الجعفري في الليلة
الختامية لمولد والده مؤسس الطريقة الجعفرية سيدي الشيخ صالح الجعفري رضي الله تعالى عنه وأرضاه
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله تبارك وتعالى على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)
(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)صدق الله العظيم
ورضي الله عن شيخنا سيدي صالح الجعفري وأرضاه، وجعل الجنة متقلبه ومثواه، ونفعنا الله وإياكم بعلومه، وأكرمنا ببركاته ورضاه، ووفقنا للسير على نهجه وهداه آمين..
السادة الأحباب : أصحاب الفضيلة والسماحة والسعادة ضيوفنا الكرام..
الإخوة أبناء الجعفري من السودان.
الإخوة أحباب الجعفري من كل مكان.
الإخوة أبناء الجعفري وفود ساحات الجعفري على امتداد الجمهورية الذين وفدوا للمشاركة في المـولد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
والشكر لكم على استجابتكم الكريمة لدعوتنا، ومشاركتكم العظيمة في إحياء ليالي المولد، وفي هذه الليالي العامرة بكم نرحب بكم ترحيب المحبة والمودة والإجلال والإكبار ونرحب بكم في ساحة الجعفري ومسجد الجعفري، وأنتم تشاركوننا بأنفسكم وبقلوبكم وأرواحكم بالبهجة وبالفرحة، وبالدعاء لشيخنا -عليه رضوان الله تعالى- في هذه الليالي السعيدة من مولده المبارك.
... « الإخوة والأحباب » في آفاق الاحتفال: « بهذا اللقاء الحاشد العظيم لقاء الوفاء والصفاء، لقاء المشاعر الفياضة، لقاء الأرواح، لقاء القلوب بالقلوب، لقاء المحبة والمودة في هذه الأيام العظيمة نحتفل بهذه المناسبة الطيبة، التي هي مجمع الأرواح التقية، والنفوس الزكية، والقلوب النقية، ليالي أعلى الله قدرها ونشر ذكرها، فأولاها من محبة عباده المخلصين الصالحين، ما جعلهم يهاجرون إلى هذه الساحة العامرة، يذكرون الله (رجالاً لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) فجاءوا من كل فج يحدوهم الإيمان والشوق، متحابين متزاورين في الله، وإننا في هذا الجمع المتوج بذكر شيخنا: نغترف من بحر معرفته ما يملأ قلوبنا، ويهذب نفوسنا، ونأخذ من سيرته ما فيه القدوة الصالحة والأسوة الحسنة، وما تشرق به هذه السيرة من هدى ونور، وما تلهم به من إيمان وتقوى وحب وإخلاص.
--------------------------------------------( يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع)
رد مع اقتباس
#2
قديم 26-3-1432هـ, PSep):01:02صباحاً
0الهواري0 0الهواري0 غير متواجد حالياً
مراقب منتدى المكتبة الصوتية

تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 589
افتراضي رد: مولانا الإمام الشيخ عبدالغني صالح الجعفري رضي الله عنه
الموالد في التاريخ الإسلامي :
« الإخوة الأحباب » : لموالد أهل البيت والأولياء والصالحين والعلماء العاملين والاحتفال به مكانة سامية في تاريخنا الإسلامي، فهي أعياد أهل الله المحبين لأولياء الله وأفراحهم، والمتنفس الكريم لعواطفهم وخواطرهم، لأن تنفس هذه العواطف والخواطر في موالد الأولياء والصالحين غيره في أي احتفالات أخرى لا تحمل هذا المعنى الجليل النقي، بما فيها من مظاهر الحب والإيمان واللقاءات الروحية.. وهي في المقام الأول تعبر عن وفاء صادق وحب أكيد، لا تدفعه مصلحة دنيوية، أو أغراض ذاتية؛ إنما هي لقاء في الله ولله، حبًا في أولياء الله ، ثم هي فوق ذلك صيحة عالية تذكر الناس بربهم، وتذكرهم بنبيهم، وتذكرهم بأحباب الله وأوليائه، الذين أحالوا الكون محاريب للذكر، ومنابر للدعوة وفى تكرارها تكرار للذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين.
وهى تعبر تعبيرًا صادقًا عن مكانة التصوف، وأثره في القلوب المؤمنة، والنفوس المطمئنة، وفي هذا إشارة إلى الاستجابة له، واللجوء إلى حصنه الحصين، وصرحه الشامخ، والذي تلوذ به الجماهير، وتعتصم به ضد كل ما يتربص بها من تيارات وانحرافات مادية وإلحادية وعقائدية.
الموالد في ميزان الشاذلي :
ولقد كان الإمام أبو الحسن الشاذلي- رضي الله عنه-: يقول لخصومه «بيننا وبينكم الموالد» وصدق أبو الحسن- رضوان الله عليه- ففي هذا الجمع المبارك تتجلى مكانة التصوف، وتتجلى مكانة أعلامه وأقطابه من الأولياء والصالحين والعلماء العاملين في هذه الجموع الحاشدة الذين جاءوا من كل فج ولسان حالهم يقول: جئنا لنحيى ذكرى رجل أحب الله فأحبه الله، فوضع له القبول فى الأرض فاجتمعت القلوب على حبه، وتلاقت على إجلاله وإكباره وتعاهدت على تكريمه.
مكانة التصوف في قلوب المسلمين:
لقد كان الإمام الصوفي سهل بن عبد الله التسترى يقول: من أراد أن يعرف مكانة التصوف فلينظر إلى مقام رجاله في القلوب، لقد كتب الله حبهم على أفئدة الذاكرين من عباده، وأسكنه قلوب المتقين من خلقه، وفي الحديث عن رب العزة «إن أوليائي هم الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم» وإن هذا اللقاء وأمثاله من لقاءات على ساحات أهل البيت والأولياء والصالحين والعلماء العاملين فيه نظرة كشف للحقيقة الصوفية، ممثلة في أعلامه وأقطابه، فهم مصابيح هدى، ومشاعل نور على طريق الإيمان والدعوة إلى الله، تتجمع حولها القلوب المؤمنة بعواطف المحبة الصادقة، تشاهد فيها أثر الله على أوليائه، وفيض الله على أحبابه، وما يتمتع به الأولياء من كرامات وبركات وهبات ونفحات هي من فيض الرحمة الإلهية هدية زكية لمن أطاع الله ورسوله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين.
منهج الإمام الجعفري فى الاحتفال بالموالد:
ولقد كان دور أبناء الإمام الجعفري في إبراز مولد شيخهم بالصورة المشرقة المشرفة للتصوف ورجاله، فهو فى مذهبهم موسم للخير والبر والتآلف والتآزر والتعاون على البر والتقوى، ومنبر للعلم والمعرفة، وساحة للوعظ ة والإرشاد وحلقة للذكر.
فقد وضع شيخنا –عليه رضوان الله – أسلوباً نهجه ونهجناه من بعده فى احتفالاته بداءاً بمولد الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم- وآل البيت والأولياء والمواسم الإسلامية والذكريات النبوية بإطعام الطعام وبذل الصدقات، وكانت حلقات ذكره تشمل دروسا في سيرتهم ومواعظ من حياتهم ، ولقد نظم شيخنا –عليه رضوان الله – ديواناً جمع فيه قلائد من السيرة النبوية وقصائد التوحيد وتمجيد الذات العلية بأسماء الله الحسنى ، ومدح آل البيت سطر فيه درراً من الشعر الصوفي الرائع ، كما ألف مولداً في سيرة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- وهو فصول منتقاه من شمائل رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم- وفيه رد على الخارجين عن المألوف بين المسلمين ، الذين أظلمت نفوسهم وزلت عقولهم ... وتراث الجعفري المنظوم والمنثور : كنز علمي ومدرسة صوفية فيه إرشادات عبرت عن لقاءات روحية ووجدانية راقية.
أقطاب التصوف والدعوة الإسلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مولانا الإمام الشيخ عبدالغني صالح الجعفري رضي الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطريقة الجعفرية بساحة كوم أمبو :: الفئة الأولى :: السيرة الذاتية ومؤلفات وقصائد الشيخ صالح الجعفرى رضى الله عنه-
انتقل الى: