حوار مع شيخ الطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية
س: ما الأسباب والدوافع التي جعلتك تعلن اسم الطريقة الجعفرية وتطالب المجلس الأعلى للطرق الصوفية بالاعتراف بها كطريقة شرعية معترف بها رسميًا؟
ج :نعم لقد أعلنا اسم طريقتنا وطالبنا المشيخة العامة بالاعتراف بها وذلك لعدة أسباب:أولاً: إن تعدد الطرق الصوفية يرجع أساسًا لتعدد المشايخ وكل شيخ له تلاميذه ومريدوه وله مدرسته ومنهجه الذي ارتضاه لنفسه تربية وإرشادًا وتوجيهًا، والطرق المعترف بها رسميًا اليوم في مصر نحو سبعين طريقة فضلاً عن الطرق الأخرى، ولما كان شيخنا الشيخ صالح الجعفرى له نهجه وأسلوبه الخاص في الدعوة إلى الله ، كما أن له تلاميذه وأحبابه ومريديه، وله مدرسته الصوفية، وله كيان قائم بحضرة وأذكار كان لابد لنا من إعلان طريقته لضمان الاستمرارية وحفظًا لها مما قد يحدث في المجتمع من جماعات متفرقة متطرفة وغير متطرفة ومتمذهبة بمذاهب أخرى، وأن انتمائنا للتصوف يجعلنا نسعى للانضمام إلى حظيرة الطرق الصوفية لتتم مسيرة أبناء الإمام الجعفرى التي بدأها على النهج الذي يرضيه.ثانيًا : إن في إعلان الطريقة الجعفرية امتدادًا للمذهب الصوفي المتجدد على طريق السلف الصالح ولم نبتدع شيئًا جديدًا ولم نبتكر أمرًا غير مألوف بل هو تنشيط وتنافس في الخير، وكل شيخ طريق أخذ عن شيخه ثم عمل هو طريقه بعد فتح الله تعالى عليه باسمه وأذكاره وأوراده إذكاءاً لمدرسته وحفاظًا على تلاميذه، وبالمثال السيد أحمد بن إدريس كان شاذليًا وعندما فتح الله عليه أسس الطريقة الأحمدية الإدريسية الشاذلية، وكذلك السيد محمد عثمان الميرغنى أخذ الطريقة الإدريسية الشاذلية، ثم أسس الختمية الميرغنية، والسيد محمد بن علي السنوسي أخذ عن سيدي أحمد بن إدريس الطريقة الشاذلية ثم أسس السنوسية، وإسماعيل الولي كان ختميًا ميرغنيًا ثم أسس الطريقة الإسماعيلية في السودان والمجذوب كان شاذليًا ثم أسس المجذوبية، وبالإحصائية نجد أن الطرق الصوفية التي تنتسب إلى سيدي أحمد البدوي ستة عشر فرعًا، وفروع الشاذلية خمسة عشر فرعًا، والبرهامية خمسة فروع، والخلوتية أربعة وعشرون فرعًا، وهكذا تتعدد الطرق بتعدد المشايخ، وشيخنا الإمام الجعفري واحدٌ منهم، رضي الله تعالى عن الجميع.ثالثًا : كيان أبناء الإمام الجعفرى و وضعهم بدون إطار رسمي يجعلهم في مهب الريح لأي طامع يدعي نفسه منهم و ينسبهم إلى نفسه أو يحتويهم، وعندئذ يكونون عرضة لأي تهمة أو شبهة، وإعلان الطريقة رسميًا يجعلهم في حماية المجلس الأعلى للطرق الصوفية وتحت رعايته ووصايته بعد رعاية عين الله - تبارك وتعالى-
س: ما هي العلاقة الصوفية والرسمية التي تربطكم بالطريقة الأحمدية الإدريسية الشاذلية؟
ج : نعم هناك علاقة تربطنا بالطريقة الإدريسية وهي علاقة روحية فقط إذ إننا جميعًا تلاميذ سيدي أحمد بن إدريس - رضي الله تعالى عنه- ننتسب إليه لأن شيخنا تلقى الطريق عن سيدي محمد الشريف بن سيدي عبد العالى بن سيدى أحمد بن إدريس -رضي الله عنهم جميعًا-، فبذلك نحن نشترك مع الأحمدية والسنوسية والختمية والدندراوية والرشيدية نجتمع جميعًا في طريق ونهج سيدي أحمد بن إدريس وكذلك لكل طريقة أورادها، وأذكارها مستمدة من الطريقة الشاذلية الأم حتى أوراد السيد أحمد بن إدريس نفسه موروثة عن الشاذلية والمُطلع على أوراد هذه الطريقة يجد أن الجميع مشتركون في بعضها نصًا تلقوه عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وذكروا ذلك في كتبهم.وكما قال سيدي ابن السنوسى متمثلاً بقول الإمام البصيرى: «وكلهم من رسول الله ملتمس» وقد قال: سيدى أحمد بن إدريس: جميع تلاميذى تلقوا أورادهم عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم
وعلاقة الطريقة الجعفرية بالسادة الإدريسية علاقة مشايخنا في الطريق، ونحن على طريق شيخنا في علاقتنا بجميع المشايخ والطرق الصوفية، وهي علاقة طيبة والحمد لله
هنالك أهداف كثيرة وضعناها نصب أعيننا وقت تأسيس الطريقة، وقد حقق الله الكثير منها، فله الحمد- سبحانه- وما زالت هناك آمال نرجو لها التحقيق
ومن الأهداف التي وفقنا الله إلى تحقيقها ما وضعته الطريقة من برنامج الصحوة الصوفية الشبابية منذ حوالي تسع سنين، ونعنى بذلك العودة بالتصوُف إلى الموروث عن السلف الصالح، والبُعد عن كل دخيل على التصوف، ومحاربة كل مخالف للشريعة
وقد عنينا في هذه المرحلة- خاصة- بمشكلة الشباب، ولذلك ألحقنا كلمة (الشبابية) بـ (الصحوة الصوفية)
والحمد لله.. فقد تحققت هذه الصحوة في جميع مراكز الطريقة حيث تصدى الشباب للبناء والتعمير وإدارة المؤسسات في حركة شبابية واعية مدركة لدورها في مجتمعها الكبير.. فشباب الجعفري اليوم يعتلى المنابر، ويخطب الجمع، ويعظ الناس، وينشئ ((كتاتيب)) تحفيظ القرآن، وفصول التقوية والمستشفيات الخيرية
وشغلنا الشاغل أن يعيش الشباب في استقرار نفسى في جو من الأمن والأمان تجاه الفتن المروعة التي تحدق به من كل الجهات تريد فتنته وإضلاله، وأخذه إلى مهاوى الرذيلة أو التطرف
الطريقة الجعفرية تجاوزت مصر والسودان إلى غيرهما من بلدان العالم الإسلامى كـ(ليبيا والكويت والبحرين وماليزيا وغيرها...)
في الواقع أن اسم شيخنا الإمام الجعفري قد طاف بلاد العالم الإسلامي مع أفواج تلاميذه الوافدين الذين تلقوا تعليمهم فى الأزهر لدى عودتهم إلى بلادهم ذاكرين ما شاهدوه من علم الشيخ وفضله، ولا زالت صلة هؤلاء وأحبائهم بالإمام الجعفري وطريقته عن طريق التزاور المراسلات والاتصالات المختلفة، والمؤلفات، والمدائح.. كذلك تلاميذ الإمام الجعفري من المصريين المبعوثين إلى البلاد الإسلامية هم نقلة لسيرته وحملة لمنهجه حيثما نزلوا .نشر التراث الصوفي
في الحقيقة منذ أن أنشأنا «دار جوامع الكلم» مؤسسة الطريقة للثقافة الصوفية الشرعية وهي تواصل مشوارها في نشر التراث الصوفي، فقد طبعنا العديد من أمهات الكتب الصوفية لكبار علماء التصوف
ومن أئمة التصوف الذين طبعنا لهم سيدي إحمد بن إدريس- رضي الله تعالى عنه- فقد طبعنا كل المخطوطات التي سجلها تلاميذه في دروسه ومحاضراته ومحاوراته والأسئلة والأجوبة التي بحث عنها شيخنا وأحضرها من بلاد عديدة، فقد سافر إلى المغرب إلى خلوة سيدي أحمد بن إدريس، ونقب عن تراثه، وراسل تلاميذه في اليمن والسعودية، فكل ما ظهر من تراث سيدي أحمد بن إدريس جدده شيخنا- عليه رضوان الله تعالى- بالمراجعة والتنقيح والتصحيح والتبويب والتحقيق وجعله في رسائل، وجعل لكل رسالة اسمّا حمل اسم سيدي أحمد بن إدريس وطبعها على نفقته الخاصة ووزعها مجانًا لكل محب ومريد مجددًا بذلك تراث سيدي أحمد بن إدريس، وأعطاه بعثًا جديدًا، وفي الحقيقة أظهره لأول مرة، وهذا سابقة لم يسبقه إليها أحد من أبناء سيدي أحمد بن إدريس فالتراث الأحمدي الإدريسي وجد بعثًا من شيخنا، والحقيقة تقال: إن الطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية بعث جديد ومدد جديد لاسم سيدي أحمد بن إدريس وتراثه و«دار جوامع الكلم» في عهدها الجديد امتداد حقيقى لكل ما عمله شيخنا- عليه رضوان الله تعالى- وعلى طريقة سائره إن شاء الله –تعالى-، فالدار تطبع وتنشر لكبار علماء التصوف على مختلف مذاهبهم ومشاربهم، والرسائل تتدفق عليها من جميع البلاد
وعندنا مخطوطات من البحرين مهمة، ووصلتنا رسالة مهمة هي «الراتب الشهير للقطب العارف بالله –تعالى- سيدي محمد الرشيدي - رضي الله تعالى عنه-» في اليمن أرسلها مع مندوبه الشيخ محمد عبد الجبار المصورى تلميذ الشيخ العارف بالله أحمد بن علوان، وهذه الرسالة شملت أوراد السيد أحمد بن إدريس وأوراد سيدى محمد الرشيدى وقد أكدت قولنا بأن أوراد سيدنا أحمد بن إدريس حق مشاع لجميع تلاميذه، نقلوا منها في أورادهم، وهذا يحقق ما كتبه السيد محمد بن على السنوسى في «مشارق الأنوار» بأن تلاميذ سيدى أحمد بن إدريس تلقوا عنه الأوراد أولا ثم تلقوها عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- وذكر ذلك شيخنا فى كتابه «المفتاح»، وذكر ذلك السيد محمد عثمان الميرغني في الترجمة في «الراتب الميرغنى» وذكر ذلك السيد أحمد الشريف السنوسى في كتابه «الفيوضات الربانية في إجازة الطريقة السنوسية»
ومع هذه الرسالة التي وصلتنا من اليمن كتاب «المهرجان» وكتاب «التوحيد الأعظم» و«ديوان الفتوح» كل هذه الكتب لعالِم علماء اليمن السيد أحمد بن علوان وسترى النور قريبًا لتزدان بها المكتبة الصوفية