الحمد لله الذى سبق خلقه إلى مدح رسوله الأمين ..

الحمد لله الذى سبق خلقه إلى مدح رسوله الأمين ..
وأخبرنا بذلك فى محكم تنزيله المبين ، فقال جل جلاله :
(( إن الله وملائكته يصلون على النبى )) ..
وقال سبحانه وتعالى :
(( وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم )) ..

والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمدٍ أفضل خلق الله ..وأكمل رسل الله ، وأعلاهم قدراً ،
وأرفعهم ذكرا .ورضى الله تبارك وتعالى عن أهل بيته الطيبين الطاهرين .

وبعد ..

فقد كانت حياة الصحابة بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..معمورةً بحبهم له ،
وإجلالهم وإكبارهم وتوقيرهم لحضرته صلى الله عليه وسلم ، وقد عبَّروا عن ذلك بأشعارهم
فى مدحه والثناء عليه ، ونصرة دعوته ، والدفاع عن شريعته ..
ولما كان عرضةً للغفلة والنسيان - وبخاصةً فى هذا العصر - إتجه أهل المحبة الصادقة ..
لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خلق الأجواء التى تذكِّر بمحبته صلى الله عليه وسلم ، وتجددها ،
وتداوى نفوس المؤمنين من غفلاتها ، فكانت حلقات مديح المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
يطيب أريجها ، وتستيقظ بها النفوس من غفلتها ..

وقد سلك الشيخ / صالح الجعفرى رضوان الله تعالى عليه هذا المسلك فى تربية أبنائه فكان يجمعهم
على مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويرشدهم إلى مدحه صلى الله عليه وآله وسلم ..
بقلبٍ سليمٍ وحبٍ عظيم ..

وقد بحثنا فى سيرة الشيخ صالح الجعفرى عليه رضوان الله تعالى بحثاً دقيقاً لنعرف سر الفتوح الجعفرى .. فلم نجد باباً أثراه شيخنا عطاءاً ومدداً أكثر من باب المديح النبوى ..
وقصائد الديوان دالة على هذا الفتح الربانى ، ومعبرة عن حبه العظيم لحضرة المصطفى ..
صلى الله عليه وأله وسلم .

لقد كانت للشيخ صالح الجعفرى عليه رضوان الله حلقة مديحٍ فى القبلة القديمة فى قلب الأزهر الشريف .. منارة العلم وكعبة العلماء ليلة الإثنين والجمعة من كل أسبوع ، وفى ذلك إشارة إلى أن المديح النبوى ليس بدعة منكرة ، وإنما هو درسٌ من دروس العلم أقامه الشيخ صالح الجعفرى ..
وأقره عليه علماء الأزهر ، فكان ذلك إجازة له من قِبَلِ علماء الأزهر ، ولم ينكره أحد منهم كما لم ينكر أحدٌ
ما ورد من المديح من حسان بن ثابتٍ وغيره من الصحابة والتابعين عليهم رضوان الله تعالى ..

وفى هذا الجزء القادم وما يليه من الطبعةالثانية( القسم الثانى - المحمديات ) لديوان الإمام ..
الشيخ / صالح الجعفرى ..سيجد المحبون لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما تقر به أعينهم ،
وتطيب به قلوبهم وأرواحهم من القصائدالمعبَّرة عن الشوق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
وعن حبه العظيم والوقوف ببابه والتمسك بجنابه الطاهر الشريف .

ونسأل الله تعالى أن ينفع بها وأن يحققنا بما فيها من أنوارٍ وأسرارٍ ..
إنه سميعٌ مجيب .