مولانا الإمام الشيخ عبدالغني صالح الجعفري رضي الله عنه
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{64}
مولانا فضيلة الولي العارف بالله سيدي الشيخ عبد الغني صالح الجعفري - رضي الله عنه
نبذة مختصرة عن سيرته ومؤلفاته رضي الله تعالي عنه وأرضاه
سيرته الذاتية
ولد سيدي الشيخ عبد الغنى . حفظه الله تعالى . في مدينة دنقلا . عاصمة المديرية الشمالية بالسودان – و هو الابن الوحيد لسيدنا و مولانا العارف بالله تعالى سيدي الشيخ صالح الجعفري – رضي الله تعالى عنه – و قد تركه والده بدنقلا وهو صغير لم يدخل الخلوة ( الكُتاَّب) ؛ حيث سافر إلى مصر وتركه وأسرته في كفالة جده الحاج محمد صالح الجعفري – رضي الله تعالى عنه . وكان سفر سيدي الشيخ صالح الجعفري – رضي الله تعالى عنه . إلى مصر لطلب العلم بالأزهر الشريف ؛ حيث لم يثنه عن طلبه تركه لوطنه ، ولا مفارقته لابنه الوحيد وأسرته ، وكان يجمع بين طلب العلم والدعوة إلى الله . تعالى . بالخطابة والوعظ والإرشاد خدمة للدين والعلم ،واستمر على ذلك ولم يذهب إلى السودان إلا زائراً عابراً حتى انتقل إلى رحمة الله . تعالى . ورضوانه.
و كانت عناية الله – تعالى . تحيط بابنه الوحيد الذي تركه ليجاهد في نشر شريعة الإسلام ، وهداية الحائرين ، فتربى و نشأ في كنف جده ، وعاش معه في منزله ؛حيث كانت والدته ترعاه وتتولى أموره.
فلما وصل إلى سن التعليم دخل الكـُتـَّاب في دنقلا وتعلم به بجوار المسجد الكبير ، فحفظ القرآن الكريم ودرس شيئا من مبادئ اللغة العربية ، وانتقل إلى المدرسة الأولية والمعهد العلمي بمسجد دنقلا العتيق.
و في أثناء دراسته بالمعهد العلمي كان يُدَرِّس بالكـُتـَّاب مساعدة لشيخه.
و في عام 1943م طلبه والده – رضي الله تعالى عنه . لزيارة مصر ،فذهب مع والدته وأختيه حيث أقاموا في مصر عاماً كاملا ً دخل فى أثنائه القسم العام بالأزهر فى السنة الثالثة.
ثم سافر إلى السودان فى أخر عام 1943،بأمر من والده لرعاية شئون الأسرة وواصل تعليمه هناك بالمعهد العلمي ، ودخل مدرسة أهلية ابتدائية افتتحها عباس ماهر المصري للتدريس بها ، واستمر يُدرس بالكـُتـَّاب إلى أن انتدبه مفتش التعليم : حسن أبو درق للتدريس بها رسميا بعد زيارة لها وسجل مذكرة بذلك.
... فلما توفى شيخ الخلوة الكبير المشهور الشيخ حامد النجار واصل محله الشيخ أحمد الباشكاتب وعمل معه سيدي الشيخ عبد الغنى مدرساً متابعاً ، ثم اتسعت الخلوة وصارت فصلين ، وسماها سيدي الشيخ عبد الغنى – حفظه الله تعالى – "مدرسة أطفال دنقلا" ؛ ثم صارت مدرسة أهلية صغرى و سماها "مدرسة السعادة النموذجية .
واستمر كذلك، وأخذ يترقى من مدرس إلى مدرس أول فمدير للمدرسة حتى وصل إلى رتبة موجه تربوي ، ثم موجه فني للتعليم في المنطقة الوسطى . وتولى حفظه الله تعالى العديد من المناصب القيادية الهامة في السودان الشقيق.منها أمين قسم دنقلا ثم المدير التنفيذي للمديرية الشمالية .
ثم لما جاءه نبأ وفاة والده ـ رضي الله تعالى عنه ـ طلب الإحالة للمعاش ليسافر إلى مصر ويتفرغ لإكمال ما بدأه والده من تربية المريدين في الطريقة الجعفرية التي أسسها بالأزهر الشريف ، ولم تكن من الطرق الرسمية في مصر ، فكان أول عمل قام به هو عمل تصديق رسمي بالطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية من المشيخة العامة للطرق الصوفية بمصر.
ثم أخذ يعمل بجد واجتهاد على نشر الطريقة ، والمحافظة على تراث والده ـ رضي الله تعالى عنه ـ فقام بتأسيس المساجد والساحات على امتداد مصر من الإسكندرية إلى أسوان والتي ربت على الستين مسجداً وساحة وقد تجاوزت بفضل الله تعالى حدود القطر المصري حتى كان منها المركز الإسلامي الجعفري بلبيبا الشقيق ثم المركز الإسلامي الجعفري بماليزيا، كما قام بنشر مؤلفات والده والعناية بتحقيقها ونشرها في أحسن صورة .
و ما زال ـ حفظه الله تعالى ـ يكافح و يجاهد في إعلاء راية الإسلام عن طريق نشر التصوف الحقيقي السالم والمعافى من الخرافات والتظاهر وأعمال الجهل والشعوذة.
ونسأل الله ـ تعالى ـ له الحفظ والعمر المديد ؛ حتى يسعد أبناء الإسلام برؤيته وتوجيهاته وإرشاداته ؛ إنه سميع مجيب .
الكلمة التي ألقاها شيخ الطريقة الجعفرية الأحمدية المحمدية سيدي عبد الغنى صالح الجعفري في الليلة
الختامية لمولد والده مؤسس الطريقة الجعفرية سيدي الشيخ صالح الجعفري رضي الله تعالى عنه وأرضاه
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله تبارك وتعالى على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)
(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)صدق الله العظيم
ورضي الله عن شيخنا سيدي صالح الجعفري وأرضاه، وجعل الجنة متقلبه ومثواه، ونفعنا الله وإياكم بعلومه، وأكرمنا ببركاته ورضاه، ووفقنا للسير على نهجه وهداه آمين..
السادة الأحباب : أصحاب الفضيلة والسماحة والسعادة ضيوفنا الكرام..
الإخوة أبناء الجعفري من السودان.
الإخوة أحباب الجعفري من كل مكان.
الإخوة أبناء الجعفري وفود ساحات الجعفري على امتداد الجمهورية الذين وفدوا للمشاركة في المـولد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
والشكر لكم على استجابتكم الكريمة لدعوتنا، ومشاركتكم العظيمة في إحياء ليالي المولد، وفي هذه الليالي العامرة بكم نرحب بكم ترحيب المحبة والمودة والإجلال والإكبار ونرحب بكم في ساحة الجعفري ومسجد الجعفري، وأنتم تشاركوننا بأنفسكم وبقلوبكم وأرواحكم بالبهجة وبالفرحة، وبالدعاء لشيخنا -عليه رضوان الله تعالى- في هذه الليالي السعيدة من مولده المبارك.
... « الإخوة والأحباب » في آفاق الاحتفال: « بهذا اللقاء الحاشد العظيم لقاء الوفاء والصفاء، لقاء المشاعر الفياضة، لقاء الأرواح، لقاء القلوب بالقلوب، لقاء المحبة والمودة في هذه الأيام العظيمة نحتفل بهذه المناسبة الطيبة، التي هي مجمع الأرواح التقية، والنفوس الزكية، والقلوب النقية، ليالي أعلى الله قدرها ونشر ذكرها، فأولاها من محبة عباده المخلصين الصالحين، ما جعلهم يهاجرون إلى هذه الساحة العامرة، يذكرون الله (رجالاً لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) فجاءوا من كل فج يحدوهم الإيمان والشوق، متحابين متزاورين في الله، وإننا في هذا الجمع المتوج بذكر شيخنا: نغترف من بحر معرفته ما يملأ قلوبنا، ويهذب نفوسنا، ونأخذ من سيرته ما فيه القدوة الصالحة والأسوة الحسنة، وما تشرق به هذه السيرة من هدى ونور، وما تلهم به من إيمان وتقوى وحب وإخلاص.